التفـــــــــــاؤل

يمنح الإنسان قدرة على مواجهة المواقف الصعبة واتخاذ القرار المناسب. ويحبب الناس إليك ويجعلك أكثر مرونة في علاقاتك الاجتماعية وأكثر قدرة على التأقلم مع الوسط المحيط بك إنه مشروب الطاقة الأكثر فعالية، إنه مشروب التفاؤل..
يقول الشاعر:
دع المقادير تجري في أعنتها
ولاتبيتن إلا خالي البال
مابين غمضة عين وانتباهتها
يغير الله من حال إلى حـال


تأمل معي أخي القارئ إلى الهدي القرآني الذي يقص علينا قصة سيدنا يعقوب الذي ضرب أروع الأمثلة في التفاؤل في لقاء ابنه يوسف الذي زعم إخوته وأكدوا له أنه قد أكله الذئب وابنه الثاني الذي سرق وسجن كما أخبروه، وعلى الرغم من مرور السنوات الطويلة، إلا أنه لم يفقد الأمل من رحمة الله تعالى .
فقد كان رده وهو في أصعب أحواله كما قال الله تعالى : (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) .
نعم فمن يئس من روح الله فليس بمؤمن، فالتفاؤل جزء من الإيمان، لأن له علاقه وثيقة بالإيمان بالقضاء والقدر التي تجعل الإنسان سعيدا في ظل اختيار الله له لكل شأن من شؤون حياته فهو سعيد ومتفائل ومطمئن في كل حال:
توكلت في رزقي على الله خالقي
وأيقنت أن الله لا شك رازقي
وما كان من رزق فليس يفوتني
ولو كان في قعر البحار العوامق
سيأتي به الله القدير بفضله
ولو لم يكن مني اللسان بناطق



وقدوتنا في التفاؤل المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي كان يستبشر بالخير دائما، ويقول: (تفاءلوا بالخير تجدوه) فليس هناك فاصل بين ثمرة التفاؤل وبين التفاؤل نفسه فالنتيجة فورية، وقد وعد بذلك الحق تبارك وتعالى في حديثه القدسي : (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء) فإن كان ظن الإنسان حسنا نال ثمرته، وإن كان سيئا ناله كذلك. وكثيرا ما يغيب عن عقل الإنسان القاصر أن أمرا قدره الله هو خير له فيبدو له أنه شر فييأس، وتتجلى له الخيرية بعد حين، وقد لا تتجلى له، ولكن عليه أن يتيقن في كل حال أن ذلك هو الخير، لأنه مقدر من عند الله. يقول الله سبحانه وتعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، فليكن دأبنا أخي القارئ كدأب المصطفى صلى الله عليه وسلم ينصح أصحابه عندما يصيبهم الحزن والهموم بهذا الدعاء اللهم إني أعوذ بك من الهم والحَزن ومن العجز والكسل ومن البخل والجبن ومن غلبة الدين وقهر الرجال ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال).

اللهم آمـــــــــــــــــــــــ ــــين


تحياتي للجميع